نـــــــادى!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


ندخل في موضوعنا

"نـــادى"


هي إيه بقى كلمة السر دي

طيب توضيح مبدئي: آخر حرف ألف لينة مش ياء (مهمة النقطة دي)


نعيش مع الكلمة دي شوية


استني هنا طب مش نعرف الأول مين ده اللي نادى؟


صبركم عليا بس ، أقول الكلمتين اللي في نفسي
ومش همشيكوا من هنا غير مرضيين بإذن الله


سؤال :

إيه اللي يفرق النداء عن باقي كلامنا؟؟


علو الصوت؟؟

لأ ، إنت ممكن تنادي في سرّك


طب مد الصوت؟؟

لأ برده ، مش لازم ، ممكن تنادي بالاسم على طول ،
ممكن آه لو بتنادي مثلا حد في قارة تانية ابقى قول فلاااااااااااااااان براحتك.



عارفين إيه الفرق؟


الإقــبــال والالـتفــات والقـصـد


إقبال والتفات وقصد بـ" قلب " مش بوجه ولا جوارح ولا صوت


عشان نفهم أكتر جرب تقول أي اسم ييجي على بالك 3 مرات (اسم مجرد من غير "يا")

مرة قول الاسم كأنك بتقراه بصوت
ومرة قوله عادي بس في سرك
ومرة قوله كأنك بتنادي بصوت


أكيد فيه فرق ، صح؟

هو ده اللي اقصده



في سورة الأنبياء ، الله عز وجل ذكر نداء سيدنا نوح ثم سيدنا أيوب ثم سيدنا يونس ثم سيدنا زكريا ، عليهم السلام



قال عن نوح: "وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"



ثم قال عن أيوب: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"



ثم قال عن يونس: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَـنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ "



ثم قال عن زكريا: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي
الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ "



كل واحد فيهم كان في حال مختلف وله مطلب منفصل


لكن قال عن كل واحد فيهم: "نـــــادى"

ثم قال "فــاستجــبنــا" وأعطاه سؤله


نوح أراد النصرة والنجاة ... نـــــادى .. فاستجبنا

أيوب مسه الضر ... نـــــادى .. فاستجبنا

يونس أصابه الغم ... نـــــادى .. فاستجبنا

زكريا احتاج الولد ... نـــــادى .. فاستجبنا



وانت؟
كله تمام ؟؟

الاحتياج والفقر لا ينفك عن أي حد فينا وله عند ربه مسألة ،
فمنا المكروب ومنا المظلوم ومنا المريض ومنا المحتاج أمرا من أمور الدنيا أو الآخرة

قال الله: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ "


لا يكفي انك تدعو بدعائهم فيستجاب لك مثلهم

لــكــن

نــادي نداءا كـندائهم


مش كفاية انك تقول : رب اني مسني الضر وانت أرحم الراحمين
أو : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أو : رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين


فكم من أناس دعوا الله بدعاء كدعاء الأنبياء

لكن النداء!! ربما ينعدم

يدعوا ولا ينادوا


زي ما قلنا قبل كده مش مسألة صوت
مسألة: إقبال والتفات وقصد

،،،


طب جربت مرة في حياتك تنـــادي بس في سرك؟

ازاي يعني ؟ أنادي ، وف سري؟؟


آه ، ممكن ، انت عمرك ما سمعت عن النداء الخفي؟

متستغربوش أنا كاتباها صح : النداء الخفي مش اللهو الخفي


قال ربنا: "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَريا * إذ ..."

إيه

"...نــادى ..."

مين؟

"...ربــــــــــــه ..."

ها؟

"...نـــداءً خــفــيــــــــــًا"

يااااااااه

"نـــادى ربــه نــداءً خــفــيــًا"


ده مينفعش إلا معاه هو بس

لأنه

سـمـــــيــع قـريــــــــــب



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:


لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، أو قال : لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

أشرف الناس على واد ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( اربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم ) .

وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعني وأنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ،

فقال لي : ( يا عبد الله بن قيس ) . قلت : لبيك يا رسول الله ،

قال : ( ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة ) .

قلت : بلى يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ،

قال : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .


الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4205
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



(..إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم )

ليس أصم بل سـمـــــيــع ، ليس غائبا بل قـريــــــــــب


وفي رواية أخرى للحديث: (...إنما تدعون سميعا بصيرا )



قال عز وجل:

" ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "


فائدة:

عن الحسن قال: إنْ كانَ الرجل لقد جمع القرآن، وما يشعرُ جارُه.

وإن كان الرجل لقد فَقُه الفقهَ الكثير، وما يشعرُ به الناس.

وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزَّوْر، وما يشعرون به.

ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السرّ فيكون علانية أبدًا!

ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم،

وذلك أن الله يقول: " ادعوا ربكم تضرعًا وخفية " ،

وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحًا فرضِي فعله

فقال: " إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا "

--------------


وأخيرا ، الساعة دلوقتي 12 وربع تقريبا

يعني تقريبا على مشارف الثلث الأخير من الليل

قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا مضى شطر الليل ، أو ثلثاه ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا . فيقول :
هل من سائل يعطى ! هل من داع يستجاب له ! هل من مستغفر يغفر له !
حتى ينفجر الصبح "

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وفي رواية صححها الألباني: (..نزل إلى سماء الدنيا فـنادى : هل من ...) الحديث


نـــــادى


فمن سـينادي ؟؟


آسفة على الإطالة


أسألكم الدعاء لي بالهداية والسداد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته