عصرنا والعيش في زمانه الصعب
المقدمة:
- الكتاب كان يتكون من أجزاء، ثم تيسيرًا على القارئ تم ضمهم في كتاب واحد
- الكتاب يتكون من 5 أبواب:
الباب الأول يتحدث عن أوضاع وملامح عصرنا
الباب من الثاني للخامس: يتحدث عن العيش في زمننا والصعوبات التي تواجه المسلم الملتزم في القيام بأمر الله تعالى.******
الباب الأول: عصرنا ( أوضاعه وملامحه )
يتكون من فصلين:
الفصل الأول: هل يعيش العالم عصرًا واحدًا؟
الفصل الثاني: قيم ومفاهيم وأوضاع سائدة. ******
الفصل الأول: هل يعيش العالم عصرًا وحدًا؟
نعم العالم الآن أصبح يعيش في عصر واحد بسبب ثورة الاتصالات
والمواصلات الحالية، وأصبحت كلمات مثل (العالم الإسلامي ) (العالم الغربي )
ما هي إلا للتمييز الجغرافي العقدي ليس إلا، أما قديمًا فقد كان كل قطر
وله عصر يعيش فيه ففي العصور الوسطى التي كانت عصور ازدهار بلاد الإسلام
كانت الظلام والتخلف بالنسبة للدول أوربا!
وإن كان يختلف كل بلد عن الآخر بحسب تقدمه لكن الجميع يُسيطر عليه تقريبًا نفس القيم والتطلعات للمستقبل والتطور.
وشعوب الأرض الآن تنقسم إلى قسمين:
1- قسم ينتج ويحقق كثيرًا من مبادئ هذا الزمن في حياته اليومية
2- قسم يستهلك ويتمنى أن يصبح عصريًا ويخطط لذلك
ولكن عصر من الذي نعيش فيه؟
ففي الحديث : " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن "الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:3456
خلاصة حكم المحدث [صحيح] وهذا ما تفعلوه الشعوب المستهلكة بالضبط الآن، فمن ينتج القيم والنظم
والأدوات هو الذي يقود ويترك الأثر، والشعوب المستهلك تتبعها في كل شيء
سواء كان ضارًا أو نافعًا!
نحن والغرب:
- وعي الأمة بما لديها وما ينقصها لا تدركه إلا في وجود كيانات مناوئة لها
فمثلا مع تقد اليابان وروسيا إلا أننا لا نعتد بها لأننا نتعبرها مغايرة لنا وليست مناوئة لنا
عكس أوربا وأمريكا التي نعتبرها مناوئة فنقيس عليها
- وتاريخنا مع الغرب يرتكز حول محورين:
1-
المحور الأول: الفكري حيث انبهر الغرب بتقدم المسلمين وعلومهم فصاروا يأخذوا ويتعلموا منه
2-
المحول الثاني: الحمالات الصليبية حيث كان يصاحب النصر العسكري الإسلامي انبهار من الغرب في تقدم المسلمين التنظيمي والمدني والصناعي وغيره
- وعندنا بدأ عصر الازدهار الإسلامي في الأفول – القرن 14 ميلادي –
أخذ الغرب من الاستفاد من علوم المسلمين وما أخذوه منهم في التطور والتقدم
- حتى بدأ في القرن 19 الحروب الاستعمارية التي بدأ فيها التعمق والتمدد للعصر الواحد تدريجيًا
- ومن المهم أن نفهم كيف نرى ويرانا
الغرب لأن هذا هو ما يحدد المواقف والتوجهات الفكرية والتجديدات السلوكية
لدى الطرفين خصوصا الطرف المسلم:
1-
فنظرة الغرب للإسلام والمسلمين هي صور غامضة على رغم مما أخذوه منها والحروب التي خضناها ضدهم، فقليل من
المستشرقين هم من فهموا جوهر الإسلام، أما العامة وأشباه العامة في الغرب
فلا يرون فائدة ترجى من معرفة هذه البلاد النامية مما أدى إلى جهل شديد
بواقع المسلمين التاريخي والجغرافي والديني مما جعلهم يصدقون أي شيء يقال
لهم في الإعلام فأصبحت صورة الشرقي هي مزيج من التخلف والشهوات والنزوات
والغضب الأعمى وغيرها من الأمور، وإن أحدثوا تطورًا فهو بأموالهم ودعمهم لا
من عند أنفسهم!، غير ما يعتقدونه أنهم دمويين إرهابين بسبب بعض التصرفات
غير المسئولة، هذا غير أنهم لا يستطيعون أن يفهموا علاقة الإسلام بالحياة،
فعندما يقيسوا الإسلام على نصرانيتهم ودور الكنيسة وما فعلته العالمانية من
إقصائها تمامًا، واعتقادهم أن الدين هو مجرد علاقة بين العبد وربه!
2- أما المسلمين فنظرتهم للغرب متفاوتة:
- فمنهم من يحتقر كل ما يتعلق بالغرب ويرى أن الغرب يتآمر علينا
- ومنهم من يرونهم مثال للتقدم والتطور وتحقيق العدالة وحقوق الإنسان
- إن عالمية رسالة الإسلام سوف تسود إلا من
خلال استهدافنا هداية القريب والبعيد الحليف والمنافس وهذا يستدعي الكياسة
في التعامل وفهما عميقا للآخر. وتلقي ما عند الآخر والاستفادة منها مع
الثبات على الثوابت وتصحيح الأخطاء وسد الثغرات.
يتبع الفصل الثاني من الباب الأول إن شاء الله